15.05.2015
|
المعاملات
| عدد المشاهدات :
107625
الحج والعمرة إنطلاقاً من ألمانيا
هذا المقال يبيّن أهم ما يجب أن يعرفه الراغبون في الحجّ والعمرة من أهل ألمانيا خاصّة وأوروبا عامّة من معلومات حول رحلة العمر.
مقدمة
ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قول صلى الله عليه وسلّم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". فالحج ركن من أركان الإسلام، وقد ورد في فضل العمرة ما ورد من الأحاديث الكثيرة.
معلومات عامة
إحدى أهم مزايا الإقامة في ألمانيا أو في أوروبا بوجه عام هي أن زيارة الأراضي المقدّسة (مكّة والمدينة) تصبح للمشتاق سهلة المنال أكثر منها في بلادنا. فمن المعلوم أن الفوز بمقعد لرحلة الحجّ مثلاً من أي دولة عربية مرهونٌ في أغلب الأحيان بعامل السنّ، فيُقدّم كبار السنّ على حديثي السن؛ وهي رحلة تكاد تكون متاحة لأي شخص مرة واحدة في العمر في بلادنا. أما هنا في ألمانيا فإن القيام برحلة الحجّ أو العمرة هي مسألة إيجاد الوقت والميزانيّة لتغطية نفقات الرحلة، وليس لعامل السن أو عدد مرات الحجّ السابقة أي دور في تحديد أو إعاقة القيام بهذه الرحلة.
شروط الحصول على الفيزا
كل شخص يملك حق الإقامة في ألمانيا مهما كان نوع هذه الإقامة (هجرة، دراسة، عمل، لجوء … أو أي إقامة صالحة لمدة ستة أشهر) تخوّل حاملها التقدّم والحصول على تأشيرة الحج أو العمرة، بغضّ النظر عن نوع جواز السفر الذي يحمله صاحب الطلب, سواء كان هذا الجواز سوري أو وثيقة سفر سورية خاصة بالفلسطينيين أو جواز ألماني أو وثيقة سفر ألمانية أو حتى جواز لجوء.
محدّدات
حتى نكون واقعيين، فقد بدأت المملكة العربية السعودية منذ سنتين تقريباً باتّباع خطّة الكوتا في أوروبا أسوةً بباقي دول العالم الإسلامي، بمعنى أنها بدأت بتحديد عدد الفيز الممنوحة لكل دولة, وهذا يقارب حوالي 12000 فيزة حجّ لمسلمي ألمانيا في كل عام.
فإذا تجاوز عدد المتقدّمين للحصول على فيزا الحج هذا العدد، تعمد السفارة السعودّية في برلين إلى تطبيق معايير إضافيّة لتحديد عدد المتقدّمين منا, مثل أن تشترط على المتقدّم أن يحمل إقامة مدتها سنة بدل ستة أشهر أو اعتماد خطّة الحج كل خمس سنوات, وهذه القواعد لها استثناءات كثيرة حيث يتمّ التسجيل على رحلة الحجّ عادة عن طريق مكاتب معتمدة لدى وزارة الحج والسفارة السعوديّة في برلين ويقارب عدد هذه المكاتب 17 مكتباً في ألمانيا, وتكون هذه المكاتب مسؤولة عن متابعة تحصيل الفيزا من السفارة.
تكاليف رحلة الحج / رحلة العمرة
تتراوح تكاليف رحلة الحج بالنسبة لهذا الموسم 1436/2015 بين 3900 - 4600 يورو بحسب موقع الفندق الذي سيقيم فيه الحاجّ خلال فترة الشعائر وتصنيف هذا الفندق السياحي، وذلك في كلا البلدين: مكّة والمدينة. إضافة طبعأً للخدمات المقدّمة وأهمها الطعام والشراب (مع أو بدون وجبات فطور وعشاء). تبدأ فترة الحج لهذا الموسم من منتصف الشهر التاسع (سبتمبر) إلى منتصف الشهر العاشر (أكتوبر)
أمّا بالنسبة للعمرة فإن وقت الذروة لها في كل عام من أول شهر صفر إلى نهاية شهر رمضان. وتتراوح تكاليف رحلة العمر ما بين 1000 - 1900 يورو بحسب توقيتها! فترتفع في حال وافق ذلك وقت عطلة في ألمانيا حيث ترتفع أسعار بطاقات الطائرات في هذه الأوقات وتنخفض خارجها.
العطل المقصودة هي عطل أعياد الميلاد، عطلة نهاية العام الميلادي، عطل اعياد الفصح وعطل المدارس … إلخ. غير ذلك يتحكّم العرض والطلب في سعر الرحلة أيضاً، فمثلاً يكثر الطلب على رحلة العمر في موسم رمضان، فترتفع تكاليف العمرة في هذا الموسم لتكون في الذروة في هذا الوقت من جهة لزيادة عدد المقبلين على أداء هذه الشعيرة في هذا الموسم ومن جهة أخرى لأن المملكة تحدّد عدد المعتمرين في رمضان منذ حوالي خمس سنوات بسبب أعمال التوسعة للحرم الشريف.
الأوراق المطلوبة للعمرة والحجّ
للتقديم على فيزا الحج والعمرة يطلب منكم مكتب الحج والعمرة تقديم ما يلي:
جواز سفر أو وثيقة سفر صالحة لمدة ستة أشهر على الأقل
إثبات إقامة في ألمانيا صالح لمدة ستة أشهر على لاأقل
شهادة طبيّة تفيد بأن المتقدّم للفيوا خالٍ من الأمراض السارية والمعدية
وثيقة حصول المتقدّم على لقاح ضد مرض التهاب السحايا Miningikkoken Minigitis
أخلاق عالية وبال طويل واطّلاع أوسع على مناسك الحجّ والعمرة
خاتمة مناسبة
من المهم أن تعرف إذا نويت الحجّ أو العمرة…
فلتكن لديك النيّة الخالصة لله ولتحتسب أجر عملك وصبرك وتعبك عند الله تعالى، فالرحلة محفوفة بالمتاعب والمشاقّ الكبيرة، وهي ليست رحلة سياحة أو استجمام.
من المفيد أن تعرف (هذا الكلام خاصّ بالمخضرمين في أوروبا)...
أن الخدمات التي تعوّدت أن تحصل عليها في أي رحلة سياحيّة في أوروبا أو في دول العالم حتى العالم الثالث تعدّ رفاهية عالية الجودة إذا ما قارنتها مع رحلة الحجّ والعمرة. فالفندق المصنّف خمس نجوم بحسب لوئح السعودية قد لا يتجاوز امتحان النجمتين في معايير دول أخرى. ومسألة الدقّة في المواعيد (خصوصاً للحافلات أو الطائرات المتّجهة من أو إلى السعودية) منسيّة، وقد تتجاوز فترة التأخير والانتظار في بعض الرحلة أكثر من خمس ساعات لسبب أو لآخر ليصل عدد ساعات السفر من ألمانيا حتى الوصول للفندق في مكّة أو المدينة المنوّرة لأكثر من 24 ساعة!
كل هذا العناء تنساه بمجرّد رؤية الكعبة أو زيارة الروضة…, أكرمنا ربّنا وإياكم بذلك.
|
|